الرئيسية - صحف - مليشيا الحوثي في مواجهة مباشرة مع قبائل ذمار وإب
مليشيا الحوثي في مواجهة مباشرة مع قبائل ذمار وإب
الساعة 05:55 مساءً الثورة نت/ الأخبار

مع مرور نحو عامين من بدء التهدئة في اليمن، وستة أشهر من انتفاضة المعلمين المطالبين برواتبهم المقطوعة منذ ثمانية أعوام، وجدت مليشيا الحوثي نفسها في مواجهة القبائل التي استغلتها طوال سنوات الحرب لحشد المقاتلين في صفوف الجماعة تحت دعاوى أنها في مواجهة أميركا وإسرائيل.

ورغم دخول المليشيا أخيراً المواجهة مع تحالف تقوده الولايات المتحدة في جنوب البحر الأحمر على خلفية استهداف السفن التجارية، فإن تلك الدعاوى التي كان الحوثيون يسوقونها طوال سنوات الحرب مع الحكومة الشرعية لم تعد تنطلي على القبائل التي استنزفت، وتبيّن لها مع سريان الهدنة أن قادة الجماعة يستحوذون على مقدرات الدولة والمناصب والشركات التجارية.

في هذا السياق، احتشد صباح السبت الماضي المئات من قبائل الحدا في محافظة ذمار والمناطق المجاورة في محافظة إب في ساحة العروض الرئيسية في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء للمطالبة بالإفراج عن رئيس نادي المعلمين عبد القوي الكميم المعتقل لدى الحوثيين منذ أربعة أشهر على خلفية تزعمه الدعوة لصرف رواتب المعلمين التي قطعها الحوثيون منذ ثمانية أعوام، بينما يصرفون رواتب ومكافآت باذخة لمسؤوليهم.

الاحتشاد جاء لتلبية للدعوة التي وجهها أقارب الكميم وأصدقاؤه، حيث تجمّع المئات من القبائل في ميدان السبعين، وأعلنوا الاعتصام المفتوح حتى يرضخ الحوثيون لمطلبهم بإطلاق سراح رئيس نادي المعلمين الذي اعتقل بسبب قيادته إضراب المعلمين المطالبين بصرف رواتبهم المقطوعة، وذلك بعد أن فشلت كل المساعي والإجراءات القانونية لتأمين الإفراج عنه.

محاولة احتواء
ذكرت مصادر قبلية لـ"الشرق الأوسط" أن المعتصمين وبينما كانوا ينتظرون مجاميع قبلية أخرى كانت في طريقها للمشاركة في الاعتصام، فوجئوا بإرسال الحوثيين مجاميع من قبيلة عنس في محافظة ذمار على رأسهم مستشار مجلس حكم الحوثيين محمد المقدشي، الذي قدّم للمعتصمين "جاهاً قبلياً"، تمثّل في جنبيته الشخصية ومجموعة بنادق، طالباً إعطاءه مهلة ثلاثة أيام لاحتواء الموقف.

ووفق المصادر فإن قبائل عنس طلبت من قبائل الحدا وقبائل إب رفع الاعتصام على أن يقوموا خلال ثلاثة أيام بالاستجابة لمطالبهم والإفراج عن رئيس نادي المعلمين، وأنه وتقديراً لهذه الخطوة المتعارف عليها لدى القبائل، أعلن المعتصمون ما يسمى "تمييز وتجليل" قبائل عنس، وقبلوا بما جاءوا به، لأنه ووفق الأعراف القبلية إذا رفض الحوثيون الاستجابة لتلك المساعي فإن قبائل عنس ملزمة بأن تنضم لقبائل الحدا وقبائل إب.

ومع أن هذه الخطوة متعارفة في عرف القبائل؛ إلا أن مجموعة من الشبان المعتصمين حاولوا التمرد على ما حصل ورفضوا الوساطة، مؤكدين أنهم لن يغادروا ميدان السبعين إلا بتحقيق مطالبهم، لكن وجهاء القبائل تمكنوا في الأخير من إقناعهم بسلامة الموقف القبلي، وأبلغوهم أنه إذا لم يقم الحوثيون بإطلاق سراح الرجل، فإن قبائل أخرى سوف تنضم إلى الاحتشاد القبلي حتى يرضخوا لذلك المطلب.