لا تخذلوا حجور
الساعة 05:37 مساءً

انتصرت كشر لأنها دافعت عن كرامتها وكرامتنا حتى آخر رمق.. انتصرت حجور لأنها حشدت اليمنيين ووحدتهم خلفها، ولأنها أسقطت الحوثي في منحدر سحيق، وذكرت اليمنيين مجدداً بنازية هذه الجماعة المارقة، وأثبتت أن الحديث عن حلول سياسية ما هو إلا مضيعة للوقت وهدر للجهود.
انتصرت مجموعة قرى طوقها الحوثي من كل الاتجاهات لكنها حاصرته أخلاقيا وأثبتت أن اللغة الوحيدة التي تفهمها هذه العصابة هي لغة السلاح فقط.
مني الحوثي بأشر الهزائم وأبشعها لأن أبطال حجور دافعوا عن أرضهم وعرضهم ، ولم يخوضوا معارك بالوكالة عن أحد، وقد فازوا بإحدى الحسنيين بعد أن مرغوا أنف الحوثي وأذنابه بالتراب..
المنتصر أخلاقياً وقيمياً هو من مات وهو واقف مدافعا عن بيته وأرضه.
يجب أن ننصر حجور بالتماسك والابتعاد عن توزيع لغة التخوين فمعركتنا مع الكهنوت طويلة ومصيرية وتحتاج وحدة الصف والموقف وتوفير الجهد وتصويب السهام الى صدر الحوثي وليس أحد سواه.
ثمة أخطاء وإخفاقات ارتكبت وعلينا معالجتها وتجاوزها والابتعاد عن النواح ورفع الصوت، وفي المقابل العمل على تخليد بطولات حجور وجعلها أيقونة تلهم الأبطال وترشدهم في معركة الخلاص الكبرى مع الحوثي.
صحيح أن شحة المعلومات وارتباك الموقف لكل قوى الشرعية صنع الموقف المتشنج وردة الفعل الغاضبة لدى الشارع برمته ؛ لكنه في المقابل كشف عن حجم النقمة الشعبية على الحوثي ومدى تعطش الجماهير الغاضبة إلى الخلاص.
لقد أكلت حجور الحوثي كما تأكل النار الحديد، وقد امتلأت مستشفيات صنعاء بجثثهم إلى درجة أنه تم تكديسها ومراكمتها في ثلاجات المياه، والذي راقب صمت أبواق هذه العصابة طيلة فترة الحرب يدرك ما فعلته كشر بهم وحجم الوجع الذي صنعته لهم.
كان الجميع يدرك هذا المصير منذ البداية ، وكنا نعول على التحام الجيش بحجور وفك الحصار، لكن حجور حين خاضت حرب الدفاع كانت تدرك أنها محاصرة من كل مكان وكانت تدرك أيضا أنها في موقع الحق الذي أحرق كل أشرعته دون أن يعول على أحد أو ينتظر مساعدة من الآخرين.
وما ينبغي معرفته أن الصمود الأسطوري لهذه القبائل الشرسة ينبع أولاً من شراسة أبنائها الذين يحتفظون بتاريخ طويل من البطولات ضد الأئمة، وهو أيضا يعود للدعم والاهتمام المستمر والدائم من قبل القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ؛ حيث يشرف نائب الرئيس علي محسن صالح ، وبتكليف من الرئيس على رعاية هذه النواة المقاومة منذ 2012 ، وحتى اليوم وهذا الاهتمام أحد أسرار هذا الصمود، بالإضافة إلى الإسناد الجوي المكثف للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي أشاد به القادة الميدانيون خلال ملحمة حجور وطالبوا بالمزيد من الدعم والإسناد، بينما يقوم الكثير بحسن وبسوء نية بطعن الأبطال في الظهر والإساءة لهم ولتضحياتهم بالنيل من قوى الشرعية بصورة لا تخدم سوى الحوثي.
الكثير من التعقيدات حالت دون التحام المنطقة العسكرية الخامسة بحجور منها المسافة الجغرافية الممتدة والمفتوحة وأسباب متعلقة بالدعم والتجهيزات ومن له علاقة بالعمل العسكري يدرك هذه التعقيدات، ولذا لا ينبغي توجيه التهم جزافا لقادة الجيش وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة فاللواء يحيى صلاح كان أحد قادة المقاومة في حجور في 2012 وحوصر أكثر من مرة من قبل مليشيات الحوثي الإجرامية، كما أنه قدم كل ما يمكن تقديمه خلال هذه المعركة دون ضجيج أو استجداء مواقف من أحد، ومن يعرف حجم البطولات والتضحيات التي قدمتها المنطقة العسكرية الخامسة وبالأخص بعد تولي صلاح قيادتها سيبتلع لسانه ويكف عن الاستهتار بهذه التضحيات.

* وكيل وزارة الإعلام