بن مبارك.. خطوة في الاتجاه الصحيح (2-3).
الساعة 10:41 مساءً
  • أكاديمي وكاتب

إلحاقا بالمقال السابق الذي تطرقنا من خلاله إلى الخطوات الايجابية التي قام بها  رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدكتور أحمد بن عوض بن مبارك وذلك بنزوله الميداني إلى المرافق الحكومية وبالذات منها الخدمية التي تمس حياة المواطن اليومية.
 وذكرنا أن مثل هكذا خطوات تحيي في نفسية المواطن شيئا إسمه (دولة) التي غابت عن المواطن مايقرب من عقد من الزمن للأسف الشديد حتى أن المواطن أصابته نوبة يأس او كاد ان يكفر بشي اسمه (مسؤولية أو دولة )!!
ومن خلال متابعتنا كما غيرنا للنهج الذي بدأ به رئيس الوزراء فور تكليفه بالمهمة الصعبة (رئاسة الحكومة) في وقت عصيب كذلك، لمسنا أملا يجري في كياننا كمواطنين كما رأينا بريق أمل يلوح في الافق مصدره ومنبعه تحركات بن مبارك في شارع اليأس الوطني ويحرك المياه التي طال ركودها من فترة ليست بالقصيرة.
خلال حديثي مع أحد الزملاء في العاصمة عدن سألته عن الوضع السائد هناك فقال لي باختصار بدأت الناس تشعر بوجود مسؤول يتلمس همومهم من خلال النزول الميداني لرئيس الوزراء وهذه خطوة من شأنها أن تجعل المواطنين يرمون باليأس الذي غشيهم من سنين جراء غياب الحكومات السابقة عن مهامها الحقيقية، واتخاذ رئيس الوزراء قرار شجاع بإحالة عدد من المقصرين في اعمالهم للتحقيق شي مهم جدا ....الخ 
من هنا ندرك أن العمل الحقيقي والمهمة المحورية لأي مسؤول كان هو خدمة المواطن وتلمس حاجياته وهمومه لأن رأس مال الوطن وتمنيته هو المواطن والمواطن فقط.
وماتشهده العاصمة عدن من نزول ميداني والاختلاط بعموم الشارع هناك يؤكد أن  الحكومة الشرعية بدأت في طريق التعافي والنهوض بمهامها ولو في الحد الادنى من واجباتها..
الزيارات الميدانية الأخيرة لابن مبارك سواء إلى دار المسنين والاطلاع عن كثب عن أوضاعهم المؤلمة التي لاتنسجم مع الإنسانية كانت محور اهتمام كبير وكذلك زيارته للنقاط الأمنية ورجال المرور والشرطة المجتمعية واختلاطه مع الشباب وتناول الإفطار معهم وزيارات بعض من فقد ذويه وتقديم التعازي لهم.
 وكذلك حضوره بعض المناسبات الرياضية واستماعه لأطروحاتهم وشكاويهم وأيضا اجتماعه مع النخب الفكرية والثقاقية وإلقاء كلمة مهمة للحضور شي مشجع وخطوة ضمن خطوات في الاتجاه الصحيح لتصحيح مسار الحكومة. 
ولعلي أتطرق إلى أهم ما قاله بن مبارك خلال الامسية التي جمعته مع النخب الفكرية والثقافية والأدبية قوله (من أهم اولوياتي هي إعادة الثقة بين الحكومة والمواطن). 
وهذه نقطة فاصلة بين الجهتين كون الثقة تلاشت لدى الشارع اليمني منذ سنين بسبب ان من تولى مهام رئيس الحكومة لم يلتفت للمواطن بل كان همه ارضاء شخصيات بعينها أو أطرافا محددة سواء داخلية أو خارجية وترك المواطن في وادي اخر يغرق في بحر المآسي اليومية للأسف. 
وكذلك قوله خلال الامسية (لا يمكن أن ننتصر ضد المشروع السلالي الكهنوتي ما لم يتصدر المثقفون الصفوف الأولى في معركة الوعي لانها لا تقل أهمية عن النضال الوطني في ميادين البطولة وجبهات القتال ).
بقي أن نقول أن مثل هذا التوجه من الرجل الأول في الحكومة الشرعية يبعث الأمل في النفوس ويجعل المواطن يبذل مايستطيع ليكون عونا للحكومة لبث الوعي ومحاربة الأفكار الضالة والتطرف الديني والجهوي والعنصري، ولن يتحقق هذا في الشارع اليمني إلا إذا لمس الجدية من قبل الحكومة التي تمثله وبالتأكيد أن الجميع يطالب رئيس مجلس الوزراء بالمزيد من الإصلاحات الإدارية والمالية وتصحيح الأخطاء التي ارتكبها من تولى الحكومة قبله وإحالة الفاسدين للتحقيق والتقاعد.
كما اننا نطالبه بأن يولي الجبهة الاعلامية في الحكومة الشرعية المزيد من الاهتمام فمنذ فترة ليست بالقصيرة نجد الكوادر الاعلامية اليمنية مهملة ولم يلتفت إليها من تولى رئاسة الحكومة منذ عشر سنوات أو أكثر.. والرسالة هنا أيضا لمعالي وزير الإعلام الاستاذ معمر الارياني .
وللحديث بقية......