عيد سعيد بحول عيد الأضحى المبارك
الساعة 09:23 مساءً

 

 

بقلم سعادة السفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ 

 

إن عيد الأضحى من أهم الأعياد للمسلمين، وإنه يمثل البركة والسعادة ويدعو إلى روح التضحية. وبمناسبة هذا العيد المبارك، يشرّفني أن أتقدم للشعب اليمني بأخلص التهاني وأسمى التبريكات، وأتمنى لكل الأشقاء اليمنيين عيدا سعيدا وحياة آمنة.

إن عيد الأضحى هو عيد مبارك وسعيد يجتمع الأشقاء المسلمون لاحتفال به، حيث يرتدون الملابس الجديدة ويجتمعون مع الأقرباء والأشقاء ويقرؤون القرآن الكريم ويقومون بالعبادات للله، وهم يذبحون الأبقار والأغنام ويأكلون معا ويوزعون اللحوم إلى الأشقاء الفقراء لكي يحتفل كل المسلمين بهذا العيد المبارك. ويعدّ هذا العيد أيضاً عيدا يدعو إلى التضحية، فإن النبي إبراهيم عليه السلام يؤمن بأمر الله، ويعزم بتقديم ابنه إسماعيل كذبيحة. وبعد تصديقه وابنه، أمر الله بعدها بذبح غنم بدلا من إسماعيل. فإن إبراهيم حصل على إرضاء الله من خلال تضحيته.

وفي هذا العيد المبارك، كان من المفترض لكل اليمنيين أن يحتفل بالعيد ويذبح الأبقار وأغنام ويقضي وقتا سعيدا وفرحا. ولكن، الأمر الذي يؤسفنا هو أن هذا العيد هو العيد الخامس يقضيه اليمنيون في ظل الحرب، الكارثة الكبيرة الناتجة عن الحرب تمنع الشعب اليمني من سعادة وفرح العيد. حسب تقرير الأمم المتحدة، 80% من الشعب اليمني يحتاج إلى المساعدات الإنسانية، ومن ضمنهم 10 ملايين من الناس يعتمدون على المساعدات الغذائية للحياة، و3 ملايين و300 ألف نزحوا من مناطقهم، فالشعب اليمني لا يستطيع أن يعيش في حياة طبيعية ناهيك عن الاحتفال بالعيد، ويمكن القول بأن كل اليمنيين يبكي حزنا للوضع المأساوي. فحان الوقت لقيام كل الأطراف اليمنية بالمساهمة والتضحية من أجل الشعب اليمني. أثق بأنه إذا وضعت كل الأطراف مصالح الشعب والوطن في المقام الأول تماشيا مع إظهار المرونة والتطوع بالتنازلات وحل الخلافات عبر الحوار، فمن المرجح أن يتوّصل إلى الحل السياسي الذي يتناسب مع الوضع الواقعي اليمني ويراعي هموم الجميع. ولن ترفع المعانات الثقيلة على كتف أبناء الشعب اليمني إلا بعد تحقيق السلام الحقيقي في اليمن يوما مبكرا، حيث ينعم كل يمني عيشة طبيعية. يمتاز اليمن بالحضارة الطويلة مدتها آلاف سنة كما يتمتع اليمنيون بالذكاء، فنحن على ثقة تامة بأن اليمن يستطيع أن يحقق التصالح الوطني تحت الجهود المشتركة من قبل الأوساط اليمينة المختلفة.

إن الصين صديق عند الشدائد لليمن، وتشارك الشعب اليمني في معاناتهم، وظلت تقدم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى اليمن. لقد دخلت الأرز الصيني إلى كل قرية يمنية طوال أربع سنوات ماضية، مما ساهم في تخفيف المعانات على عاتق اليمنيين. وستواصل الصين بذل جهودها الإيجابية لتخفيف الأزمة الإنسانية اليمنية، والمشاركة البناءة في العملية السياسية للقضية اليمنية بشكل إيجابي والمساهمة في إيجاد الحل السياسي في أسرع وقت ممكن. كما الصين على استعداد للمشاركة في عملية إعادة البناء في اليمن فور تحقيق السلام، وينفذ مبادرة "الحزام والطريق" مع اليمن، بما يعود بالخير إلى الشعبين. فأنا أتطلع إلى قدوم ذلك في يوم مبكر حيث أشارك في الشعب اليمني للاحتفال معا بعيد الأضحى المبارك بشكل حقيقي.

ختاما، أود أن أتقدم مرة أخرى بتمنياتي الخالصة لجميع اليمنيين السعادة والسلام والبركة! وأتمنى لليمن السلام السريع! وأتمنى لعلاقات الصداقة والتعاون الصينية اليمنية مزيدا من التطور!